ظِلُّ الأَعْمى مِنْ أغْصانٍ ثَلاثَة-عبداللطيف الوراري (المغرب)
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
شعر

ظِلُّ الأَعْمى
مِنْ أغْصانٍ ثَلاثَة

  عبداللطيف الوراري    

أ.
غُصْن
يُومِئُ إِلى الْهِبات:

تلوذُ بِآثارِ هذا الرّماد، وتبْكي عليّ
وليْس بِداخل رُوحيَ ليلٌ
لأدْفع عنْك الْمحَبّة في الرّيح
للرُّوح غير هَباء
أُداريه ليْل نهار
مياهُ المجاري الحسيرة
يغرفُها النّاهِضُون
إذا وصَلوا النّارَ بالنّبْر
مِنْ بابِ بابِل
والكأْسُ تعرفُ إِنْ ضلّتِ الْبِئْر
أنّ دَبيباً مِن العيْن يطلعُ مُنْحدراً كالْحَصى
كيْ يمرَّ على اللّيل وجْهُ الْحَبيب
لمنْ درجُ الضَّوء؟
لم أَرَ بيْضاء إِلّاك
تفْتَحُ في الأرْضِ شاهِدةً
للسّماءْ

ب.
غُصْنٌ
ينْدى مِنْ حَشْرجات:

ليْسَ لي اللّيْلةَ ما أَفْعلُه
هذا دخانٌ يحْجبُ الرُّؤية عنْ يومي
سأَمْشي في كَثيرٍ
حيثُما الأَرْضُ
خفيفاً في خُطى الطّاعون
في الآثار ما يُشْبهُِ نرْداً
تحْت وعْد الأَرْجُل الْعَمْياء
قالتْ لي:
إِلَى الرّائِحةِ اصْعَدْ كَما يصْعدُ هذا النَّجْم
أشْهَدت على الرِّيح عُيوني
يتلقّاها ترابٌ خارجٌ منْ ردْهة الطَّيْر
لا منْ شَجرٍ في الأُفْق
وَلا رجْعٍ من الرّحْلة
أو نارٍ عَلى الرّاحات
كمْ وقْت هُنا يُسْعِفني كيْ أُوثِرَ
يا صــَاحِ
ظِلالَ الْمُنْتَهى نَاياً على قلْبي
وأمْشي في عَماكْ

ج.
غُصْنٌ
يعْبُرُه النَّشيد:

عندما يجنُّ اللّيْل
وتبذرُ السّماء صمْتَها في حقْلٍ من اللّازوَرْد
وتخفقُ الرّيح مِن الْجِهاتِ الْبِعيدة
أرَى حشْداً مِن الْعَابرين
صعدُوا للتوّ إِلى حتْفهم
يومئُون ِإليه:
أنْ قمْ للنّشيد
مُبارَكاً
كأيّ
عبورْ.



 
  عبداللطيف الوراري (المغرب) (2008-02-15)
Partager

تعليقات:
أحمد /المغرب 2011-02-22
دائما كعادتك ممتع
البريد الإلكتروني :

أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

ظِلُّ الأَعْمى 
مِنْ أغْصانٍ ثَلاثَة-عبداللطيف الوراري (المغرب)

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia